تحدثنا كثيراً عن تعدد مجالات الاستثمار العقاري في تركيا، وذلك لأسباب كثيرة أبرزها وأهمها: ارتباط القطاع العقاري في القطاعات الاقتصادية والحيوية واستفاد مستثمرو عقارات تركيا في كثير من المجالات الصحية والتجارية والصناعية والتعليمية، ومن إحدى المجالات الرائدة والمربحة في الاستثمار العقاري في تركيا ولنقل في إسطنبول بشكل أساسي، هو الإسكان الطلابي.
ماذا نقصد بالسكن الطلابي؟
إنّ الطلاب في اسطنبول ليسوا بالضرورة من سكان الولاية، فالعديد من الطلاب يأتون من ولايات تركية عديدة، بل الكثيرون يأتون من دول أخرى، حيث تعتبر الجامعات التركية من أكثر الجامعات جذباً للطلاب الأجانب، بل إنّ القوانين التركية من كثرة الطلاب غير الأتراك في البلاد سمحت باستخراج ما يُعرف بإقامة الطالب. في فترة إقامة الطالب في اسطنبول خلال السنة الدراسية والتي قد تمتد ما بين 9 إلى 12 شهر في السنة، حسب الامتحانات والدوام وغير ذلك من لوازم تواجد الطالب داخل اسطنبول، يحتاج الطالب إلى سكن خاص به يرتاح فيه ويجد فيه المكان المناسب للدراسة والمذاكرة، كما يجب أن يمتاز السكن بالأمان والهدوء. لا يستطيع الطالب غالباً أن يستأجر بيتاً لوحده وكذلك لا يستطيع مجموعة طلاب معاً أن يستأجروا منزلاً في تركيا لأسباب كثيرة، منها تكلفة التأمين والفواتير وفرش المنزل، وصعوبة تقسيم المهام والوظائف بين الطلاب، فمنهم من يبقى بالصيف ومنهم من يغادر، لذلك يحتاج الطالب إلى غرفة فيها سريره وخزانته الخاصة وطاولته فقط، لا يريد أن يتكلّف أكثر من ذلك، وهذا ما تؤمنه أبنية السكن الطلابي. هنا نحبّ أن نؤكّد أنّ السكن الطلابي لا يعني بالضرورة أن تستغلّ بناءً كاملاً لهذا الغرض، إنما تستطيع من خلال شراء شقة في اسطنبول أن تحوّلها إلى سكن للطلاب بإجراء بعض التغييرات على الأثاث والديكور، وبذلك تُصبح قادراً على الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي أنك تمتلك سكناً طلابيا. كيف تحصل على سكن مناسب للطلاب؟
- اختيار الموقع المناسب، فالقاعدة الأساسية في استثمار أي عقار لأي غرض أن يكون الموقع مناسب لهذا الغرض، إنّ الطلاب قد يذهبون باكراً إلى جامعاتهم، بالطبع لا يناسبهم التأخر عن المحاضرات الصباحية بسبب سكنهم في أماكن بعيدة عن الجامعة، لذلك احرص أن يكون السكن في مركز المدينة "الفاتح" أو على خط المتروبوس من بيليك دوزو إلى شيشلي، فهذه المناطق فيها العديد من الجامعات وقريبة جداً من المواصلات الحديثة، ربما تكون منطقة باشاك شهير أيضاً مناسبة لكن لن تجد مستأجرين إلا من طلاب الجامعات في باشاك شهير فقط.
- أن يكون السكن خاصاً بالطلاب، ولا تقوم بتأجير غير الطلاب لأنّ ذلك قد يؤثر على المستأجرين البقية وينفرهم، وخاصة إذا كان السكن للطالبات.
- أن تعتني بالأثاث جيداً وأن تكون الغرف معدّة ليرتاح فيها الطلاب بشكل مثالي.
- وجود المنزل ضمن بناء آمن فيه شرطة حماية على البوابة الرئيسية، ذلك الأمر مريح جداً للطالبات وكذلك أيضاً يرغب الطلاب عند استئجار غرفة في سكن طلابي أن يكون هذا المنزل في بيئة آمنة.
- الإطلالة الجيدة وخاصة إذا كانت تجاه مساحات خضراء وحدائق تعتبر مميزاً إضافياً للسكن.
- وجود خدمات تنظيف للمنزل والملابس، وخدمات المصعد وتنظيف الدرج ومدخل البناء، هذه الأمور كلها تزيد من رغبة الطلاب في السكن في الشقة التي تعرضها.
- أن يوفر المنزل استقلالية وخصوصية لكل طالب، سرير خاص وخزانة خاصة، بالإضافة إلى طاولة للدراسة، قد تكون في كل غرفة طاولة مشتركة للطلاب الساكنين في نفس الغرفة، لا بأس بذلك، لكن يحب الطالب أن يشعر بكمية كبيرة من الخصوصية في سكنه.
- أن تكون أسعار الإيجار مناسبة، بالطبع الأسعار تختلف باختلاف الموقع والخدمات، قم بالسؤال عن الأسعار في منطقتك قبل الإعلان.
- أن تتوافر في المنزل خدمات الرفاهية كالتدفئة والنت، بالإضافة إلى التزامك بدفع الفواتير الشهرية كي لا يتم قطع الكهرباء أو الماء عن المنزل، مما يسبب إزعاجاً للطلاب القاطنين في سكنك.
- يجب أن تحسن الإعلان والترويج الصحيح والمفيد للسكن الطلابي الذي تديره.
- أن تحرص على سمعة السكن وأن تكون صارماً في مواجهة أي خلل، وبالوقت ذاته أن تمتلك المرونة في التعامل مع جميع الحالات التي تمر معك، ذلك الأمر يُكسب سكنك سمعة جيدة.
- الحصول على ترخيص رسمي من البلدية والأمنيات في منطقتك تجنباً لأي مخالفة طارئة.
- إن كان السكن ضمن بناء فيه عائلات فيجب أن تركز على أهمية الهدوء والأدب بالنسبة لقاطني هذا السكن واحرص على تنبيه المستأجرين لهذا الأمر كي تتجنب الصدام مع الجيران أو الشكاوى.
الآن وبعد أن تعرفنا على الخطوات المضمونة للحصول على جو مناسب لاستثمار شقتك في اسطنبول للسكن الطلابي، بقي أن نجيب على سؤال قد يراودك عن مدى الأرباح أو الإيجابيات التي قد يحملها السكن الطلابي لك، وهل هناك فوائد إضافية تميّزه عن السكن العادي. ماهي إيجابيات السكن الطلابي؟
- المردود عالٍ مقارنة بالسكن العائلي أو السكن المفروش.
- إمكانية ضمان استمرار المستأجرين لمدة طويلة، وخاصة إن شعروا بالارتياح تجاه السكن، فالطلاب تتراوح سنين دراستهم من سنتان للمعهد إلى 4 أو 5 أو 6 سنوات للاختصاصات الجامعية، ناهيك عن طلبة الماجستير والدكتوراه، فيمكن أن تحافظ على العديد من المستأجرين لأربع سنوات متتالية كحد وسطي.
- تكاليف تأثيث السكن وجلب لوازمه أخفض من تكاليف تأثيث الشقق السياحية والفندقية.
- التعامل مع طبقة الطلاب الجامعيين هو تعامل راقٍ.
ماهي السلبيات التي قد تواجهك في السكن الطلابي وكيف تتغلّب عليها؟
- بقاء المنزل فارغاً في شهور الصيف:
يمكن التغلب على هذه المشكلة في تأجير الغرف الفارغة لأغراض سياحية، حيث تنشط الحركة السياحية في اسطنبول صيفاً، فبذلك تقوم بضمان عدم فراغ الشقة في تلك الفترة. كذلك إن كنت خارج اسطنبول فالصيف فترة مناسبة لأن تقضي أنت إجازتك الصيفية في هذه المدينة الجميلة، وتسكن في الشقة الفارغة وتستغلها للسكن الشخصي، مع التأكيد أنّه ليس من الضروري أن تكون غرف السكن الطلابي فارغة في الصيف، فالطلاب قد يخضعون لامتحانات صيفية تكميلية أو يقومون بدورات تقوية وتأهيل في عدة مجالات في هذه الفترة، وقد يلجأ بعض الطلاب للعمل في الصيف لتأمين تكاليف الجامعة، فهو غالباً سيبقى في الصيف داخل اسطنبول، ولن يغادرها لفترة طويلة.
- ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء والماء:
لذلك ذكرنا في فقرة سابقة من هذا المقال على تجنّب تأجير غير الطلاب، فالتعامل مع الطالب يتسم بالرقي والتفاهم عادةً، يمكن إذا أفرط المستأجرون في استخدام التيار الكهربائي أو الغاز أو أسرفوا في الماء لدرجة أثرت بشكل كبيرعلى الفاتورة الشهرية، فإنك يجب أن تنبههم إلى ذلك، وأن تكون حازماً في هذه المسألة. غالباً سيكون الطلاب متفهمون وحريصون مثلك على الاستهلاك الجيد للكهرباء والماء والغاز، وأما باقي الفواتير كالنت وفواتير التنظيف والحماية فهي ثابتة وغير مكلفة.
- المشاكل والمشاكسات التي قد تحصل داخل السكن، وما يليه من إزعاج للجيران ونحو ذلك:
هذه النقطة أيضاً حساسة فينبغي إما أن تكون موجوداً بالقرب من السكن لتكون حاضراً عند أي طارئ أو تتفق مع من تشعر تجاهه بالثقة ليدير مثل هذه الأمور ويتعامل معه، أيضاً هنا ننبه أن الحزم في التعامل مع أي خطأ أو تجاوز والتنبيه القاسي، بل وحتى إلغاء التعاقد مع المسيئين سيكون حلاً مثالياً لتجنب المشاكل والمشاكسات، مع أنها قليلة الحدوث في الوسط الطلابي. إنّ الاستثمار في السكن الطلابي مشروع ناجح بشكل كبير، وكل ما كانت إمكانيات المستثمر أكبر وزاد من الاهتمام في السكن فإنه سيحصل على نتائج مرضية جداً، وكذلك بالنسبة للسكن الطلابي فهو مشروع يناسب جميع الطبقات الاستثمارية، فيمكن أن تدخل هذا الاستثمار بشقة غرفة وصالون، وكذلك يمكن أن تستثمر ببناء كامل إن رغبت أو مجموعة أبنية ومجمع سكني كامل.