تشغل فكرة الاستثمار في تركيا بال الكثير من المستثمرين العرب والباحثين عن فرص استثمار خارج حدود بلادهم، لذلك، وقد يتساءل العديد منهم عن أسباب إقبال الأجانب والعرب بشكل خاص، على افتتاح المشاريع في تركيا والبدء باستثمارات جديدة داخل تركيا، فما هي بالفعل الأسباب والدوافع التي تحفز المستثمرين العرب
الاقتصاد التركي ناجح ونموه متصاعد
- يمتاز الاقتصاد في تركيا بأنه مزدهر حيث ارتفع إجمالي الناتج المحلي للبلاد بنسبة 300% تقريباً خلال 15 سنة فقط
- ففي عام 2002 بلغ إجمالي الناتج المحلي في تركيا 231 مليار دولار أمريكي أما في عام 2017 فقد وصل إجمالي الناتج المحلي إلى 851 مليار دولار أمريكي ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن معهد الإحصاء الوطني في تركيا تركستات ـ TURKSTAT
- وقد وصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا إلى أكثر من 190 مليار دولار أمريكي. كما وصلت تركيا إلى المستوى الثاني على مستوى الدول الأوربية من حيث نمو الاقتصاد وفق إحصائيات عام 2018
- وكذلك تحافظ تركيا على موقعها في المرتبة الثالثة عشر من ناحية الاقتصاد على مستوى دول العالم. وكذلك بالحديث عن التجارة في تركيا فتملك البلاد جاذبية خاصة، حيث حققت حوالي 157 مليار دولار أمريكي كصادرات أجنبية، وبمعدل زيادة في الصادرات بحوالي 335% خلال الفترة الممتدة ما بين عام 2002 و 2017.
- مما يدعم الاقتصاد التركي أيضاً هي الاتفاقيات التي توقعها تركيا مع عدة دول ومنظمات واتحادات عالمية على المستويين الحكومي والخاص، وتشهد تركيا الكثير من اتفاقيات التجارة الحرة حيث بلغت حوالي 21 دولة متفق معها على إنشاء أسواق حرة
- كما تشير التوقعات إلى وجود نية دول أخرى توقيع مثل هذه الاتفاقيات أيضاً مع تركيا، إلى جانب اتفاقية الاتحاد الجمركي التي تم توقيعها بين تركيا والاتحاد الأوربي منذ عام 1996.
عدد السكان في تركيا يوفر سوقاً كبيراً للاستهلاك
- من علامات الاستثمار الناجح توافر سوق استهلاكية واسعة، أو بلغة أقرب توافر عدد سكان كبير يمكن الاعتماد عليه لاستهلاك المنتجات أو المواد التي تعطيها المشاريع الاستثمارية
- ويلعب عدد سكان تركيا والبالغ أكثر من 81 مليون نسمة دوراً مهماً في استهلاك المنتجات والمشاريع المحلية والأجنبية.
- إلى جانب ذلك فإنّ أغلب عدد سكان تركيا من الشباب، حيث أنّ 50% من سكان تركيا تحت سن الثلاثين، ويُضاف مستواهم التعليمي والثقافي مما يضيف قيمة جديدة ومهمة لخدمة الاستثمارات الأجنبية، كقوى عاملة مساهمة ومنافسة
- يلعب عدد السكان أيضاً دوراً بارزاً في تأمين كوادر عاملة محترفة لشتى أنواع الاستثمار في تركيا، حيث تمتلك تركيا مخزوناً من الشباب المتعلم والمؤهل علمياً وعملياً
- ناهيك عن وفرة اليد العاملة لشتى أنواع الصناعات في تركيا
- يُضاف إلى ذلك الأعداد الكبيرة للجاليات العربية في تركيا والتي ساهمت بشكل رئيسي في تشجيع المستثمرين العرب، ففي تركيا ملايين العرب من سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وغالبيتهم يقيمون لفترات طويلة في تركيا بسبب ظروف بلادهم، إلى جانب الجاليات المغاربية والخليجية والتي تزداد يوماً بعد يوم بدافع الاستثمار والعمل.
تركيا سوق محلي ضخم لاستهلاك المنتجات بالأرقام والإحصائيات
في عام 2017 |
في عام 2002 |
|
الاشتراك في خدمة النت السريع |
69 مليون مشترك |
100 ألف مشترك |
الاشتراك في شبكات الهواتف المحمولة |
78 مليون مشترك |
23 مليون مشترك |
استخدام بطاقات الائتمان |
62.5 مليون مستخدم |
16 مليون مستخدم |
عدد المسافرين على خطوط الطيران التركية |
193 مليون مسافر |
33 مليون مسافر |
عدد السيّاح الدوليين |
38 مليون سائح |
13 مليون سائح |
يشهد قطاع الاستثمار في تركيا إصلاحات واسعة
- منذ استلام حزب العدالة والتنمية زمام الحكم في البلاد في عام 2002 حتى يومنا هذا شهد المناخ الاستثماري في تركيا تطورات جدّية على مستوى القوانين الناظمة للاستثمار والإصلاحات في التشريعات والأحكام الخاصة بالاستثمار في تركيا
- حيث تتميز الإجراءات القانونية لافتتاح الشركات في تركيا بأنها من أيسر الإجراءات على مستوى العالم
- حيث يُكلّف إنشاء شركة محدودة جديدة بالمتوسط 6 إلى 7 أيام فقط بحسب تقرير رسمي صادر عن البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال في عام 2018، والذي يبلغ دول الأعضاء فيه 189 دولة من بينها تركيا.
- بلغ عدد الشركات في تركيا المُنشئة برأس مال أجنبي في عام 2018 حوالي 9535 شركة، محققة زيادةً بمعدل 53% عن إحصائيات عام 2017 حيث كان عدد الشركات الأجنبية في تركيا آنذاك 6210 شركات فقط.
مشاريع البنية التحتية تساعد في ريادة المشاريع الاستثمارية في تركيا
تمتاز البنية التحتية في تركيا بأنها ذات تقنية عالية، وخاصة المشاريع الكبرى الحديثة، حيث لم يعد هدف الأتراك فقط بناء ما يلزم من مرافق خدمية كالجسور والمطارات والقنوات المائية وغيرها بمقدار ما هدفهم أن تكون هذه المشاريع عملاقة وتنافسية على مستوى العالم
ناهيك عن تضافر الجهود لإنعاش عدة قطاعات اقتصادية تستفيد من مشاريع البنية الحديثة
على سبيل المثال إن بناء مطار إسطنبول الجديد يضيف حوافز جديدة لإنشاء شركات سياحية في تركيا نظراً لأنه أكبر مطار في أوربا وسيضيف قيمة هامة للاستثمار السياحي، ومن ناحية أخرى فإنّه أضاف قيمة جديدة لعقارات المناطق المحيطة بالمطار والقريبة إليه مما يعني زيادة في فرص الاستثمار العقاري في تركيا في تلك المناطق بالذات
إلى جانب أهمية المناطق التجارية الحرة المعفية من الضرائب والتي تكون بالقرب من المطارات الكبرى وتوفر الكثير من فرص التجارة والاستثمار وبشروط وظروف مثالية .
تتنوع مشاريع البنية التحتية في تركيا بشكل ملفت للانتباه من سكك حديدية وطرق سريعة ومستشفيات حديثة وجامعات ومطارات وقنوات وموانئ ...
سيتم استحداث مدينة جديدة داخل اسطنبول مع كامل الفرص الاستثمارية الجديدة على كافة القطاعات الاقتصادية بعد إتمام إنشاء قناة إسطنبول المائية الجديدة.
تلعب الطرق السريعة كذلك بين تركيا والاتحاد الأوربي دوراً مهماً في تسهيل التجارة في تركيا واستيراد وتصدير البضائع وتسهل فرص وشروط الاستثمار في تركيا نظراً لسهولة نقل البضائع وسرعته، كما أنّ طريق شمال مرمرة السريع والذي أُنشئ حديثاً ساهم بشكل كبير في تسهيل نقل البضائع التجارية من وإلى إسطنبول.
موقع تركيا المركزي والمتوسط لقارات العالم
تعتبر تركيا جسراً برياً وبحرياً وجوياً يصل بين قارات آسيا وأوربا وافريقيا، ويؤمن موقع تركيا سهولة الوصول إلى 1.7 مليار عميل محتمل وسوق استهلاكي للبضائع في كل من: دول الاتحاد الأوربي وشرق آسيا والشرق الأوسط وشمال افريقيا، وممر مهم إلى عدة أسواق حول العالم ولنقل الطاقة إلى أوربا
يؤمن موقع تركيا قرباً لها من حوالي 70% من احتياطي الطاقة في العالم، أي بالقرب من الشرق الأوسط، وعلى الطرف الآخر تجاور تركيا أكبر مستهلك للطاقة أي اتحاد الدول الأوربية، مما جعلها حلقة وصل هامة لنقل الطاقة
كما تلعب موانئ تركيا دوراً واسعاً في نقل الطاقة. إنّ لمضيق البوسفور أهمية بالغة في ربط البحر الأسود ببحر مرمرة، كما يساهم مضيق الدردنيل في ربط بحر إيجه وبحر مرمرة
وكل ذلك يصب في تسهيل عمليات التجارة في تركيا والاستيراد والتصدير ونقل البضائع والترانزيت.
الضرائب في تركيا والحسومات والتخفيضات
أول وأهم ما يميز الضرائب في تركيا أنها واحدة بالنسبة للأتراك والأجانب على حد سواء، باستثناء بعض التكاليف التي لا بدّ منها كترجمة بعض الوثائق الرسمية من العربية إلى التركية وتصديقها، أو اصطحاب مترجم أو وكيل وهذه بالغالب لا تكلف تكاليف باهظة.
كما تمتاز الضرائب في تركيا على الشركات والمشاريع الاستثمارية بأنها منخفضة نوعاً ما وخاصةً بعد أن تم خفض ضريبة دخل الشركات في تركيا من 33% إلى 20%.
كما إنّ الضرائب على العقارات في تركيا تشهد موجات من التخفيضات على ضرائب الطابو
. في تركيا أيضاً إعفاءات وتخفيضات ضريبية للمشاريع ذات الطابع التقني وفي المناطق الصناعية والمناطق الحرة، والتي قد تصل أحياناً إلى الإعفاء الكلي من ضرائب دخل الشركات، أو جزئياً
وتكون كمنحة تُقدّم لصاحب العمل من قبل وزارة التأمينات الاجتماعية
لقد قمنا في هذا المقال بجمع عدة أسباب مهمة تجذب المستثمرين الأجانب وتشجعهم على افتتاح المشاريع الجديدة في تركيا، إلى جانب أنّ مستقبل الاستثمار في تركيا يُعتبر مزدهراً ويعيش الاقتصاد التركي قفزات نحو الأمام والنمو المتزايد في شتى القطاعات.